Ahlamontada 
من طرف عصمت الصادق حماد الجمعة أبريل 03, 2009 2:37 amالعم الحبوب مصطفى محمد طه، رجل يعرفه الصغير قبل الكبير بروحه المرحة الشبابية وطريقته المميزة في الحديث وتصويره للأحداث والمواقف الطريفة، هو ككثير من أبناء قريتنا يجعلون الابتسامة شعار لهم وإدخال السرور على محدثيهم، وذلك من سرعة البديهة ويقظة الذهن وتوقد الذاكرة، ولعل أستاذهم في ذلك جميعاً الراحل فيصل يونس ـــ رحمه الله ـــ حيث ما زالت قفشاته ومواقفه الطريفة تتبادلها المجالس بالقرية وسلوى للإخوان في بلاد المهجر، وكذلك أحمد شيخ الطيب «ودمسره» بينما هنالك شخصية تتمتع بذلك كله إضافة إلى الظلال الدينية متمثلة في شخص المغفور له بإذن الله الوالد عبدالحميد عبدالعزيز إمام مسجد الفقراء.
وفي ذات مساء والعم مصطفى يسامر خلانه وجلسائه العم الراحل عثمان محمد عثمان، ومحمد الحاج يوسف، وعوض عبدالرحيم (نقشو) وعبدالرحمن آدم، جوار قضبان خط السكة حديد، إذا تلوح لهم من جوار المظلة سيارة (بوكس) وعند السؤال عن وجهتهم تبين لهم بأنهم في طريقهم إلى قرية ودسلفاب لأداء مراسيم عزاء، ولما كان العم مصطفى في غير هندامه الذي عُرف به للسفر طلب منهم أن يذهب إلى بيته لارتداء ملابسه، فرفض الإخوة بحجة إنهم سوف يتأخرون ، فما كان من العم مصطفى إلا وهب بما عليه من ثياب وما انتعل من «مركوب» ...ذلك الذي أكل عليه الدهر وشرب وصار في هيئته كحذاء أبوالقاسم، أو مركوب أبودلامة ذو الشكل الكراكتيري.
وبينما هم جلوس في بيت العزاء جاء أحد الشباب ووضع سجاداً على مركوب العم مصطفى، وعندما هم الجميع بالانصراف، تلفت صاحبنا يمنة ويسرة باحثاً عن مركوبه (العجيب) ولكن دون جدوى وفي ثوانٍ قليلة ضج بيت العزاء في البحث عن ذلك المركوب، ... عندها! تدارك أحدهم وقال ربما يكون تحت هذه السجادة، وعندما اميط عن وجه المركوب... لك عزيزي القارئ أن تتخيل الوضع ... مركوبه الأثري تحت السجادة عندها سُئل العم مصطفى هل هذا مركوبك؟!
حينها شعر بالحرج الشديد فقال ملوحاً نافياًَ بيده لا... لا ..لا فما كان من أصحاب العزاء إلا أن أعطوه «شبشب» ليتوصل به إلى القرية وفي الطريق ضجت السيارة بالضحك الشديد لذلك الموقف، متعك الله بالصحة والعافية عمنا مصطفى.
» غياب دام لسنين عددا
» تاريخ مسجد العمارة طه
» مسائل في سجود السهو علي مذهب المالكية
» أحكام الصيام
» non
» ياسيدتي
» سجدة في محراب دموع ... نفحة من وهج الرجوع
» رائحة الرحيق