العمدة عثمان محمد علي طه
(( قال صلي الله علي وسلم في حديث ( أن لله عبادا أختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم للخير وحبب الخير أليهم, أولئك هم الأمنون من الفزع الأكبر يوم القيامة ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .. ))
كنت أود ان يسبقني أحد الأخوان للكتابة عن الرجل الفحل في القيادة الأهلية الرابط لأهله والمؤثر في مجتمعه تأثيرا أيجابيا .. وطال أنتظاري ولكن عسي أن يعقب الأخوان علي ما سأكتب ولا يكتفون بالأطلاع فقط .
وأني أورد في حقه وفي حق جيله ما يأتي :
أني بكتابتي المتواضعة هذي فأني أكتب عن رجال عظام وقامات سامقة وشخوص عتقوا المكان بمقامهم ونعطر الزمان بذكرهم, ماتزال ذكراهم تحيي فينا تلكم القيم النبيلة والأصيلة وتزيد من أرتباطنا بالدين والوطن وحب التراب ....
و المجتمعات في ثقافاتها ومعارفها تختلف و تتأثر بما ترثه من الأجيال السابقة .. وفي واقع مجتمعنا الذي نعيشه الأن العربي المسلم . القروي الذي أخذ من المدنية الكثير فأصبح قروي متمدن.
في مجتمع كهذا قراءة التاريخ فيه لابد أن توصلك لوجود شخصيات مميزة قادت ذلك المجتمع للتغييرالأيجابي .
ولا يختلف أثنان أن الوالد عثمان العمدة واحد من أهم رواد التغيير في مجتمع القرية بل في المنطقة ..
ووقفتي مع هذا الرجل فأني قد تخيرت ذروة السنام من أبناء جيله لألقاء أضاءة خافضة علي شخصية الوالد الأنسان عثمان محمد علي طه رحمه الله , (ملقيا ظلالا خافضة علي جيله) ... و في شخصه جوانب أخري أترك المجال لمن هو أدري وأعرف مني بها.
فهو من أبناء القرية الأصيلين فيها نسبا ونشأة .. ولد بها وأقام بها حتي لقي ربه الكريم راضيا عنه أنشاء الله . ولا غرابة أن عاشت القرية في وجدانه وقلبه وأعطاها كله .. حبا وسماحة وصدقا وزهدا ونكرانا للذات بكل ما تحمل كلمة النكران من معني . ولا غرابة فهو العمدة بن العمدة محمد علي طه بن الأسرة التي تضرب جذورها الي بيوتات الزعامة في قبيلة الجعليين السعداب التي أعطت و ما فتأت تعطي ...
تشهد له مدة قيادته للقرية خلال فترة الأدارة الأهلية و بعدها.. تقلد منصب العمدة .. ثم حلت العموديات بدايات العهد المايوي فأستمر في أداء دوره كقيادة هامة علي مستوي المنطقة . وتولي رئاسة محلية الحصاحيصا عدة دورات متتالية ..
تشهد له أنجازاته بالقرية عن عقل راجح وقلب كبير وروح أبوية لمجتمعه وأهله . والقيادي أن لم يتحل بهذه الصفات ضاع وأضاع .
ترك بصماته واضحة في مجال التعليم ففي فترة قيادته تمتعت القرية بالتعليم الثانوي العام للبنين وقبلها التعليم الأبتدائي بنين (ودفعتنا كانت أخر دفعة درست التعليم الأبتدائي خارج القرية).
وتوصيل الكهرباء في عهده الشكر بعد الله والفضل لصاحب الفضل الذي نسأل الله أن ينير قبره المرحوم المهندس الصادق الطائف في العام 1969 م . كذلك كان أهتمامه بالصحة واضحا فقد عرفت القرية دور المرشدات والزائرات الصحيات منذ وقت مبكر وكان حضور الزائرات الصحيات مناسبة ترتدي لها القرية حلة الفرح .. حتي توفرت خدمات ثابتة بعد أنشاء نقطة غيار ونذكر جيدا دور (د. أحمد العقيد) مساعدا طبيا فيها ترافقه (حاجة مستورة رحمها الله) أينما تحرك وبدأ منها الأخ علي بلال رحلته بالعمل في الحقل الطبي .. تطورت بعدها الي شفخانة ( ومن منا لا يذكر الأخ هجو السنوسي رحمه الله ) , تطورت في فترة رئاسة الوالد مصطفي العمدة للجنة الشعبية الي مركز صحي ..
نشأنا ونحن صغار وكنا نظن أن من واجبات والدنا العمدة عثمان حل مشكلة أسكان المعلمين بذاك الفهم الطفولي لدينا .. ولا أعتقد انه كان يعتبرها مشكلة يجتمع لها الناس وينفضوا وقد تحل او لا تحل .. ( أستاذ فلان يسكن بيت فلان ) وتنتهي المشكلة ويصبح الأستاذ في اليوم التالي مواطنا مع الناس ونحن شهود في ذلك ..
وعن الضيوف وتجمع اهله في ديوانه العامر نشأنا صغارا وقد حفر في ذاكرتنا مشهد الجمع الغفير من بين داخل وخارج في ديوانه لاتدري من هو الضيف ومن رب الدار .. ويروي لي أخي الأستاذ محمد عوض الكريم انه حدث مرة نقاش فيه حدة بينه وبين العمدة وهو الشاب المتعلم الأستاذ الجامعي وقف وقفة المتحدي لوالده المتمرد علي نظام أجتماعي .. يروي لي أستاذي محمد (أن العمدة كان معه ضيوف وأرسل له أحد ليأتي به .. يقول حسبته ما أستدعاني الا ليعيد النقاش في ما دار بيننا .. قال: ذهبت للديوان وجلست مع الناس متحفزا للرد علي حديثه أذا بدأ هو ..) قال لي والله ما قال لي ألا ( يا محمد خشو البيت جيبو الأكل للضيوف ) .. قال وذهبت البيت وأحضرت الأكل للضيوف وأكلت وأنصرفت وكأن شيئا لم يكن بيني وبينه .
شاهدته يزور والدي أن كان أحدنا مريض يجلس في صمت لا يحدث والدي ولا هو يحدثه وقتا طويلا .. وأنا لا أفهم مايعني ذلك وقتها.. وكذلك الماتم يأتي مبكرا يسألك عن الأحوال وما تحب أن يكون من تقديم ما يناسب ظرفك ثم يتبني هو ما تحدثه به ..
ولعل الدارجة تفوق اللغة الفصيحة في التعبير أحيانا,, وأقول
كان ياخد منك ويكرمك , يبطل شغله ويغير أتجاه سيره لقضاء حاجة أحد وأن كان فقيرا ضعيفا لا يرجو منه ردا للجميل .. كان فقيرا لا يملك شيئا وأن جد الجد فهو يملك كل شيء .. بسيطا مع البسطاء عظيما مع أهل المناصب , يدخل علي المسؤول بلا أستئذان لأجل قضاء حوائج الناس .. وكان دائما يضع توقيعه وبصمته في مكتب المسئول مبتسما قائلا له (ياود الكلب) .. وهي شهادة يمنحها لمن يستحقها فقط من المسئولين .. وأحسب أنهم كانوا يطربون لها كثيرا .. وكم من حاجة يسرها الله بعد هذه الكلمة اللطيفة..
والمواقف كثيرة لا تحصي .. خلاصتها أنه كان يحمل قلبا كبيرا أبويا لمجتمعه واحتراما لذاته ولمن حوله . والقيادي أذا حمل حقدا علي مجتمعه ضاع وأضاع من معه.. رحمه الله واسع الرحمة وغفر له ذنبه وأسكنه فسيح جنانه وأكرمه بأضعاف ما أكرم أهله فهوالقادر وهو ولي ذلك .. وجمعنا به منزوع ما في القلوب من غل علي سرر متقابلين .. أمين .
حاتم أبراهيم
صور للعمدة عثمان
(( قال صلي الله علي وسلم في حديث ( أن لله عبادا أختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم للخير وحبب الخير أليهم, أولئك هم الأمنون من الفزع الأكبر يوم القيامة ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .. ))
كنت أود ان يسبقني أحد الأخوان للكتابة عن الرجل الفحل في القيادة الأهلية الرابط لأهله والمؤثر في مجتمعه تأثيرا أيجابيا .. وطال أنتظاري ولكن عسي أن يعقب الأخوان علي ما سأكتب ولا يكتفون بالأطلاع فقط .
وأني أورد في حقه وفي حق جيله ما يأتي :
أني بكتابتي المتواضعة هذي فأني أكتب عن رجال عظام وقامات سامقة وشخوص عتقوا المكان بمقامهم ونعطر الزمان بذكرهم, ماتزال ذكراهم تحيي فينا تلكم القيم النبيلة والأصيلة وتزيد من أرتباطنا بالدين والوطن وحب التراب ....
و المجتمعات في ثقافاتها ومعارفها تختلف و تتأثر بما ترثه من الأجيال السابقة .. وفي واقع مجتمعنا الذي نعيشه الأن العربي المسلم . القروي الذي أخذ من المدنية الكثير فأصبح قروي متمدن.
في مجتمع كهذا قراءة التاريخ فيه لابد أن توصلك لوجود شخصيات مميزة قادت ذلك المجتمع للتغييرالأيجابي .
ولا يختلف أثنان أن الوالد عثمان العمدة واحد من أهم رواد التغيير في مجتمع القرية بل في المنطقة ..
ووقفتي مع هذا الرجل فأني قد تخيرت ذروة السنام من أبناء جيله لألقاء أضاءة خافضة علي شخصية الوالد الأنسان عثمان محمد علي طه رحمه الله , (ملقيا ظلالا خافضة علي جيله) ... و في شخصه جوانب أخري أترك المجال لمن هو أدري وأعرف مني بها.
فهو من أبناء القرية الأصيلين فيها نسبا ونشأة .. ولد بها وأقام بها حتي لقي ربه الكريم راضيا عنه أنشاء الله . ولا غرابة أن عاشت القرية في وجدانه وقلبه وأعطاها كله .. حبا وسماحة وصدقا وزهدا ونكرانا للذات بكل ما تحمل كلمة النكران من معني . ولا غرابة فهو العمدة بن العمدة محمد علي طه بن الأسرة التي تضرب جذورها الي بيوتات الزعامة في قبيلة الجعليين السعداب التي أعطت و ما فتأت تعطي ...
تشهد له مدة قيادته للقرية خلال فترة الأدارة الأهلية و بعدها.. تقلد منصب العمدة .. ثم حلت العموديات بدايات العهد المايوي فأستمر في أداء دوره كقيادة هامة علي مستوي المنطقة . وتولي رئاسة محلية الحصاحيصا عدة دورات متتالية ..
تشهد له أنجازاته بالقرية عن عقل راجح وقلب كبير وروح أبوية لمجتمعه وأهله . والقيادي أن لم يتحل بهذه الصفات ضاع وأضاع .
ترك بصماته واضحة في مجال التعليم ففي فترة قيادته تمتعت القرية بالتعليم الثانوي العام للبنين وقبلها التعليم الأبتدائي بنين (ودفعتنا كانت أخر دفعة درست التعليم الأبتدائي خارج القرية).
وتوصيل الكهرباء في عهده الشكر بعد الله والفضل لصاحب الفضل الذي نسأل الله أن ينير قبره المرحوم المهندس الصادق الطائف في العام 1969 م . كذلك كان أهتمامه بالصحة واضحا فقد عرفت القرية دور المرشدات والزائرات الصحيات منذ وقت مبكر وكان حضور الزائرات الصحيات مناسبة ترتدي لها القرية حلة الفرح .. حتي توفرت خدمات ثابتة بعد أنشاء نقطة غيار ونذكر جيدا دور (د. أحمد العقيد) مساعدا طبيا فيها ترافقه (حاجة مستورة رحمها الله) أينما تحرك وبدأ منها الأخ علي بلال رحلته بالعمل في الحقل الطبي .. تطورت بعدها الي شفخانة ( ومن منا لا يذكر الأخ هجو السنوسي رحمه الله ) , تطورت في فترة رئاسة الوالد مصطفي العمدة للجنة الشعبية الي مركز صحي ..
نشأنا ونحن صغار وكنا نظن أن من واجبات والدنا العمدة عثمان حل مشكلة أسكان المعلمين بذاك الفهم الطفولي لدينا .. ولا أعتقد انه كان يعتبرها مشكلة يجتمع لها الناس وينفضوا وقد تحل او لا تحل .. ( أستاذ فلان يسكن بيت فلان ) وتنتهي المشكلة ويصبح الأستاذ في اليوم التالي مواطنا مع الناس ونحن شهود في ذلك ..
وعن الضيوف وتجمع اهله في ديوانه العامر نشأنا صغارا وقد حفر في ذاكرتنا مشهد الجمع الغفير من بين داخل وخارج في ديوانه لاتدري من هو الضيف ومن رب الدار .. ويروي لي أخي الأستاذ محمد عوض الكريم انه حدث مرة نقاش فيه حدة بينه وبين العمدة وهو الشاب المتعلم الأستاذ الجامعي وقف وقفة المتحدي لوالده المتمرد علي نظام أجتماعي .. يروي لي أستاذي محمد (أن العمدة كان معه ضيوف وأرسل له أحد ليأتي به .. يقول حسبته ما أستدعاني الا ليعيد النقاش في ما دار بيننا .. قال: ذهبت للديوان وجلست مع الناس متحفزا للرد علي حديثه أذا بدأ هو ..) قال لي والله ما قال لي ألا ( يا محمد خشو البيت جيبو الأكل للضيوف ) .. قال وذهبت البيت وأحضرت الأكل للضيوف وأكلت وأنصرفت وكأن شيئا لم يكن بيني وبينه .
شاهدته يزور والدي أن كان أحدنا مريض يجلس في صمت لا يحدث والدي ولا هو يحدثه وقتا طويلا .. وأنا لا أفهم مايعني ذلك وقتها.. وكذلك الماتم يأتي مبكرا يسألك عن الأحوال وما تحب أن يكون من تقديم ما يناسب ظرفك ثم يتبني هو ما تحدثه به ..
ولعل الدارجة تفوق اللغة الفصيحة في التعبير أحيانا,, وأقول
كان ياخد منك ويكرمك , يبطل شغله ويغير أتجاه سيره لقضاء حاجة أحد وأن كان فقيرا ضعيفا لا يرجو منه ردا للجميل .. كان فقيرا لا يملك شيئا وأن جد الجد فهو يملك كل شيء .. بسيطا مع البسطاء عظيما مع أهل المناصب , يدخل علي المسؤول بلا أستئذان لأجل قضاء حوائج الناس .. وكان دائما يضع توقيعه وبصمته في مكتب المسئول مبتسما قائلا له (ياود الكلب) .. وهي شهادة يمنحها لمن يستحقها فقط من المسئولين .. وأحسب أنهم كانوا يطربون لها كثيرا .. وكم من حاجة يسرها الله بعد هذه الكلمة اللطيفة..
والمواقف كثيرة لا تحصي .. خلاصتها أنه كان يحمل قلبا كبيرا أبويا لمجتمعه واحتراما لذاته ولمن حوله . والقيادي أذا حمل حقدا علي مجتمعه ضاع وأضاع من معه.. رحمه الله واسع الرحمة وغفر له ذنبه وأسكنه فسيح جنانه وأكرمه بأضعاف ما أكرم أهله فهوالقادر وهو ولي ذلك .. وجمعنا به منزوع ما في القلوب من غل علي سرر متقابلين .. أمين .
حاتم أبراهيم
صور للعمدة عثمان
الجمعة مايو 11, 2018 6:24 am من طرف محمد كمال
» غياب دام لسنين عددا
الخميس فبراير 02, 2017 5:32 am من طرف wdalshaib
» تاريخ مسجد العمارة طه
الثلاثاء أبريل 07, 2015 5:03 pm من طرف محمد عبدالعظيم
» مسائل في سجود السهو علي مذهب المالكية
الأربعاء مارس 25, 2015 11:47 pm من طرف hatimdafalla
» أحكام الصيام
السبت مايو 31, 2014 5:09 pm من طرف محمد عبدالعظيم
» non
الأربعاء مايو 15, 2013 8:49 pm من طرف wdalshaib
» ياسيدتي
السبت مارس 30, 2013 2:56 am من طرف ود عفاف
» سجدة في محراب دموع ... نفحة من وهج الرجوع
الجمعة مارس 29, 2013 7:11 am من طرف ود عفاف
» رائحة الرحيق
الجمعة مارس 29, 2013 6:13 am من طرف ود عفاف